طيّارٌ انتحارىٌ أنا ومهمتى محددة...حياتى لا قيمة لها فى الصورة الكبيرة ..هل أنا أقلُ من الطيارين اليابانيين وهم يخترقون حاملات الطائرات الأمريكية بطائراتهم الزيرو غير عابئين الا بتدميرها ؟! هل أنا أقلُ ممن أقتحموا بُرجَيْ التجارة العالمية بطائراتهم البوينج تاركين حياتهم على الأرض وهم فى السماء؟!..
كلانا لا يرى سوى ما سيظهر فى الصورة الكبيرة...كلانا سيموت فى سبيل تحقيق أهداف تمسُّ كياننا ذاته, بغض النظر عن انحياز تلك الأهداف الى أىٍ من الصواب أو الخطأ..
لم تقُل لى بعْدُ : هل أنا أقلُ منهم؟... هل أنا أكثرْ؟
على عكسهم, فى مهمتى الانتحارية لن أترك أسفلتاً يشتعل, لا أمٌ تصرخ, لا طفلٌ يموت, لا رجلٌ يحترق, لا أسرةٌ تتشرد...فى مهمتى الانتحارية سأعيش حياتى كاملة غير منقوصة...
الحياة تقتل ببطء شديد, اما أن تجلس لتشاهدها وهى تقتلك وهذا يعد انتحارا واما ان تركب طائرتك وتغدو طيارا انتحاريا...اصطدم بها فى الصميم وانفتح عليها, وهى مهمة انتحارية من نوع اخر.