"وضعتنى أمى فى سريرى و دثرتنى جيدا بالأغطية و حكت لى قصة العنزة واولادها الذين لم يصغوا الى كلامها و الذئب الذى كاد أن يلتهمهم ثم قبلتنى وأطفأت نور الحجرة و خرجت ... تناولت كشافى من تحت الاغطية و ببطء تسللت الى طرف السرير و أخذت أراقب ذلك الثقب الذى يتسع و يتسع لكنه لا يبتلع السرير أبدا..هناك شاهدت العنزة و أولادها يقفزون فى الحفرة, الذئب يرقص ثم يذوب, أخى الأكبر يداعبنى قبل النوم ثم يختفى, أمى تخ
تنق, بيتى يندثر..لقد أصبحت عجوزا جدا على أن أمسك بكشافى لأراقب ذلك الثغر القبيح الذى يبتلع كل شئ ولم تواتنى بعد الجرأة لكى أقفز من السرير الخالد و أموت داخل الثقب...الوقت يمضى ولا أحد يصل الى السرير ليأخذنى معه ولا أحد يوقظ الشاعر فىّ و ينيّم الطفل داخلى... لا أموت ولا أحيا...فقط انا و الثقب و السرير وصوت جهاز التنفس الصناعى الكريه و الوعى المتسرب والممرضات المتشائمات...لقد أمضيت الكثير من عمرى فى هذه الغيبوبة على ذلك السرير القذر فى ذلك المستشفى اللعين...الوعى ينسكب داخل الثقب الأسود...قدمى تتدلى...أخلع منامتى...وأقفز في الثقب...لن يسجل جهاز تخطيط المخ اى نشاط عصبى بعد الان...و ستستقيم خطوط جهاز ضربات القلب من الان فصاعدا...أنا والثقب نلتحم سويا "